السيرة الذاتية بديع الزمان سعيد النورسي
2024-08-13
¿Quién es Bediuzzaman Said Nursi y qué es Risale-i Nur?
2024-08-25
السيرة الذاتية بديع الزمان سعيد النورسي
2024-08-13
¿Quién es Bediuzzaman Said Nursi y qué es Risale-i Nur?
2024-08-25

رسائل النور و بديع الزمان سعيد النورسي

سيرة بديع الزمان سعيد النورسي

 

          ولد سعيد النورسي فى قرية نورس التابعة لقضاء هيزان لولاية بتلس في شرق الأناضول عام 1878 م ، حيث تلقى دروسه الأولى من أخيه الكبير والعالم عبد الله . وبدأ دراسته الابتدائية فى قرية طاغ وهو ابن ثماني أو تسع سنوات وأكملها فى مدارس عدة قرى حيث استغرقت هذه الدراسة خمس سنوات . وقد حصل على إجازة دراسية بعد أن أكمل مدة التدريس التي استغرقت ثلاثة أشهر في مدرسة الشيخ محمد جلالي في دوغو بيازيد شرقي الأناضول .

   و نظرا لنجاحه فى المناظرات العلمية وللمستوى العلمي الرفيع الذي حصل عليه في شبابه وفهمه بسهولة للمواضيع التي هي في غاية الصعوبة وحفظه الكتب التي قرأها ، قام العلماء آنذاك بتسميته      " بديع الزمان."  

  وقد أكمل خبرته العلمية التى حصل عليها في دراسة العلوم الدينية  مع دراسته في شتى العلوم الطبيعية . كما تابع الصحف العثمانية واهتم بالتطورات الداخلية والعالمية . وبعد اطلاعه من قريب على المشاكل والصعوبات التي تعرضت لها المنطقة الشرقية للأناضول والتي وُلد وعاش فيها طفولته وشبابه توصل إلى قناعة بأن تلك المنطقة بحاجة ماسة إلى حملة تعليمية وتأسيس جامعة يتم فيها تدريس العلوم الطبيعية مع العلوم الدينية . وقد ذهب إلى إسطنبول سنة 1907 م للاستعانة بالسلطان عبد الحميد لتحقيق تأسيس تلك الجامعة حيث نجح في كسب ثقة العلماء العثمانيين هناك ، ولكن نظرا لموانع بيروقراطية لم يتمكن من الالتقاء بالسلطان نفسه.

  وكتب الأستاذ العديد من المقالات في شتى المواضيع الدينية والاجتماعية والسياسية في أبرز الصحف العثمانية. واشترك في نقاش المشروطية (الدمقراطية ) والحرية الذي دار بين الرأي العام العثماني والأوساط العلمية. وتبنى المشروطية ودافع عنها من وجهة نظر إسلامية .

    وعندما نشبت أحدات 31 مارس 1909 التي أدت إلى سقوط السلطان عبد الحميد عن الحكم ، قام بتسكين الأطراف وساهم بتهدئة الأوضاع. ورغم ذلك أحيل إلى المحكمة العسكرية العرفية ، غير أنه برّئ فيها. وبعد ذلك غادر اسطنبول ورجع إلى شرق الأناضول .

ولما نشبت الحرب العالمية الاولى كان الأستاذ بديع الزمان في ولاية وان ، حيث أسرع مع طلابه بتشكيل كتائب حربية مدنية واشترك فى الحرب ، وحقق معهم نجاحا كبيرا فى الدفاع عن الوطن حيث استشهد العديد من طلابه في سبيل ذلك. وقد جُرح ووقع أسيرا بيد الروس أثناء دفاعه عن ولاية بتلس . وبعد أن عاش ما يقارب ثلاث سنوات حياة الأسير في روسيا رجع إلى اسطنبول مرورا بوارشو و فينّا وصوفيا .

    لقي الأستاذ استقبالا وديا كبيرا في اسطنبول من قبل رجال الدولة و أوساط العلم ، ومن ثم تم تعيينه عضوا في منظمة " دار الحكمة الإسلامية " التي تعتبر دار الافتاء العليا في الدولة العثمانية آنذاك والتي تضم كبارعلماء الدين المتخصصين . وأثناء تلك الفترة ومن الراتب الذي حصل عليه من العضوية ، قام بطبع كتبه وتوزيعها على المواطنين مجانا.

    كما قام بتأليف وتوزيع منشور " الخطوات الست " في اسطنبول ضد الاحتلال البريطاني للمدينة ، وأفشل بذلك مخططاتهم الاحتلالية . كما رفض الفتوى الصادرة من شيخ الإسلام ضد القوى الوطنية المجاهدة في الأناضول والتي تعلن أنّ جهادهم هو " عصيان وتمرد على الدولة العثمانية " والتي تمّ إصدارها تحت الضغط البريطاني . وقد أصدر فتوى مضادة أعلن فيها مشروعية ذلك الجهاد . وقد نالت خدماته هذه تقدير المجلس الوطني الكبير المشكل في أنقرة وتم استدعاؤه إلى هناك بإصرار من قبل مصطفى كمال نفسه .

    ذهب إلى أنقرة في أواخر سنة 1922 م وتم استقباله بحفل رسمي وحفاوة من قبل المجلس. وفي تلك الفترة التي قضاها في أنقرة رأى زعماء الدولة الجدد الذين تولوا الحكم متخذين موقفا سلبيا نحو الدين الإسلامي ، لذلك قام بكتابة بيان مكوّن من عشر مواد أشار فيه إلى التهلكة جراء ذلك الوضع ، كما قام بتوزيعه على أعضاء المجلس. ودعا مؤسسىي ذلك الانقلاب الجمهوري عَبْرهذا البيان لتبني وإحياء الشعائر الدينية . وفي إطار ذلك اجتمع مع مصطفى كمال عدة مرات ، حيث طلب منه الزعيم المذكور أن يقبل تولي منصب الواعظ العمومي فى المنطقة الشرقية للأناضول ومنصب نائب في المجلس الوطني ومنصب عضو في رئاسة الشؤون الدينية  في حالة قبوله تلك الاقتراحات سيتم دفع راتب شهري له بمقدار 300 ليرة تركية  وإعطاؤه منزلا فاخرا مستقلا للإقامة في أنقرة . (علما بأن الليرة التركية الواحدة آنذاك تعادل الليرة الذهبية.) لكنّه رفض تلك الاقتراحات الجذابة وعاد إلى ولاية وان الشرقية .

   أثناء وجود الأستاذ بديع الزمان فى ولاية وان ، قام عالم بارز فى المنطقة الشرقية اسمه الشيح سعيد وأنصاره بالتمرد على السلطة التركية الجديدة في شرق الأناضول ، بسبب مخالفتها للشريعة الاسلامية. وقبل تلك الحادثة طلب الشيخ سعيد من الأستاذ النورسي أن يشترك معه ويساعده في التمرد . غير أنه رفض ذلك وحذّره من القيام بمثل هذه الأعمال التي تؤدي إلى نتائج سلبية يذهب ضحيتها العديد من الأبرياء. ورغم عدم تدخله في تلك الحادثة إلا أنّه تم القبض عليه في منزله فى ولاية وان وسِيق إلى قرية بارلا التابعة إلى ولاية إسبارطة الواقعة في غرب جنوب الأناضول مرورا بولاية بوردور حيث بدأ بخدمة الجهاد المعنوي وألف سلسلة من الكتب المتتالية تحت اسم (رسائل النور)، تفسر و تثبت الحقائق الإيمانية والإسلامية بأصول علمية حديثة .

   ولاقت هذه المؤلفات إقبالا كبيرا من الشعب الذي يعتقد بأنّ إيمانه تعرض للتهلكة بسب قيام السلطة الحاكمة بإجراءات معادية للدين. وقد تم استنساخ هذه الكتب من قبل طلابه القرويين عدد 600 الف نسخة وتوزيعها سرا للراغبين في المدن والقرى .

   وقد قلق زعماء السلطة من هذه الخدمة الدينية المغايرة لمخططاتهم اللادينية وقاموا بسوق الأستاذ

النورسي وعدد كبير من طلابه إلى محكمة أسكي شهيرعام 1935 و محكمة دنيزلى عام 1943 ومحكمة أفيون عام 1947 ومحكمة اسطنبول عام 1952 م . ولم يتوصلوا إلى أية نتائج من هذه المحاكم ولم يجدوا أيّة أدلة لتجريمه. ورغم ذلك لم يفرجوا عن الأستاذ النورسى وطلابه ولم يتركوهم للتمتع بحرياتهم . وأجبروهم للعيش تحت الضغط والمراقبة وعرّضوهم للمزيد من العذاب والظلم فى مدن قسطاموني و أمير داغ و إسبارطة .

   ورغم تعرضه لهذا الاضطهاد والتعذيب الكيْفي وغير القانوني حتى آخر حياته ، نجح الأستاذ النورسي بمواصلة الخدمة الإيمانية بعزم وقام بتأليف كليات رسائل النور البالغ مجموع عدد صفحاتها 6000 صفحة.  كما نجح بنشرها في أنحاء البلاد ، والآن تم انتشارها في العالم كله. هذه الكليات التي أثبتت وأوضحت حقائق القرآن وإعجازه بأسلوب يلائم فهم وإدراك العصر والتي تم تأليفها بإلهام رباني هي ثمرة حياته المليئة بالمحن والبلاء . 

 

 

                           تقديــم     

 

        " يجب علينا أن نُبلّغ الإسلام للبشرية حسب فهم الناس في هذا العصر

آخذين الإلهام من القرآن مباشرة " 

   إنّ المثال الأعلى الذي عبّر عنه شاعر الدين والوطن والحرية محمد عاكف نيابة عن العالم الإسلامي  الذي ينتظر نورا من القرآن ورسالة بشرى منه عبر هذه البيتين من الشعر قد تَحقق بتأليف كليات رسائل النور من قبل الأستاذ سعيد النورسي  والتي تبلورت فيها رسالة القرآن الموجهة لإنسان هذا العصر.

   يمكن أن يُوجد تفسير القرآن الذي بحث عنه إنسان العصر الحديث في الرسائل المذكورة وبصورة أفضل . فهذا التفسير له ميزة تتضمن ايضاحات ملائمة لإدراك إنسان العصر دون إزعاج روحه الأصلية. كما قامت رسائل النور بأداء وظيفة " التجديد " من حيث فهم وتفسير رسالة القرآن .

   قام الأستاذ بديع الزمان بتحليل خصائص عصرنا الحاضر بإحاطة عميقة وتشخيص مصيب للأمراض المعنوية له . وألّف رسائل النور التي هي بمثابة خزينة إيمانية تلبي الحاجات المعنوية لهذا الزمان في إطار صيغة  " الوقت وقت إنقاذ الإيمان" .

    لماذا الوقت وقت إنقاذ الإيمان؟ 

    لأنّ الإيمان في عصرنا مُعرض لهجوم واعتداء ليس له مثيل في العصور السابقة ولم يتعرض للمهالك والمخاطرالكبيرة كما حدث في زماننا. حيث كان يسود المجتمعَ إيمان مبني على الاستسلام والقبول آنذاك. وكانت أقوال ونصائح الكبار والعلماء تلقى قبولا من قبل المجتمع ولو كانت بلا دليل.

   أمّا اليوم فإنّ الشبه التي تهدد الإيمان وصلت إلى حدّ تشغل أذهان الكثير من الناس بسبب انتشار التيارات المادية والإلحادية في المجتمعات الإسلامية والعالمية .

   إنّ الشبه والأوهام  والاعتراضات  المتراكمة ضد القرآن على مد العصورالماضية قد لقيت صدى في يومنا لتضل الكثير من الناس المترددين والواقعين في تموج الالحاد في العصر الحالي وذلك بإستخدام الإمكانيات الحديثة .

    نجح الأستاذ النورسي في تأليف رسائل النور التي تشبه السدّ المحكم والمتين مستلهما من القرآن مباشرة ضد التلقينات الإلحادية الهاجمة كالسيل المتدفق حيث رأى سيادته أنّ هذه التلقينات ستعرّض إيمان المسليمين  للخطر.

    وقد وردت أجوبة مقنعة وكافية في هذه الآثار ( رسائل النور) لأسئلة  " من أنا ؟ " و " مِن أتيتُ ؟ "   و "  إلى أين أذهب ؟ " و " ما هي مهمتي في هذه الدنيا ؟ " هذه أسئلة تُشغل ذهن كل إنسان ولا يمكن أن يستغني إنسان العصر الحديث عنها . كما يتم في الرسائل إيضاح وإثبات كل الأسس الإيمانية وفي مقدمتها الإيمان بالله والإجابة على الشُّبه والأسئلة المطروحة من قبل علماء الطبيعة والفلاسفة في هذا الخصوص بأسلوب مقنع ، ونقض إدّعاء تعارض علوم الطبيعة بعلوم الدين  وإيضاح ملائم يثبت تطابق كل من العلوم الدينية والطبيعة ، ويتم إحباط المحاولات التخريبية بقصد تشويه صورة الإسلام .

   كما عالجت الأزمات المعنوية التي سببتها الحضارة الأوروبية المبنية على وجهة نظر مادية وساقت الإنسانية اليها .

   تقوم رسائل النور بتقديم حلول لهذه الأزمات بشرح وإيضاح حقائق القرآن كالتوحيد والحشر بأسلوب يشبع العقل ويلاطف الروح ويطمئن القلب .  وشرح وبيان رسالة القرآن يزيل حالة السفاهة والشرود لدى الإنسان الناجم عن الغمّ الذي سببه عدم إنشغال القلب والروح بوظيفتهما المعنوية .

   وهناك ميزة مهمّة أخرى لرسائل النور وهي  وضع حلول منسجمة ومتينة ودائمة تفتح آفاقا جديدة على مستوى عالمي تتناول المشاكل الاجتماعية والسياسية لعصرنا و المواضيع ذات النقاش في المجتمعات الإسلامية كالدين والديموقراظية والدين والسياسة والجهاد والإرهاب وما أشبه ذلك من المشاكل.

  وهناك ميزة أخرى للرسائل  حيث أنّها تشكل مصدرا لمنهج خدمة مثالي وأصلي مبني على أساس تعامل مثبت يعطي الأولية للديموقراطية والحقوق والحريات والمجتمع المدني في الأمور الاجتماعية.

 

 

 

موجز لكتب رسائل النور

 

الكلمات

        يتم في هذا الكتاب تفسير العلاقة بين الله والكون والإنسان بأسلوب يراعي فهم

عصرنا،  بإلهام من القرآن  ويجيب عن الأسئلة الآتية " لماذا خلق الله الكون والإنسان، كيف تكون الموجودات دليلاً على وجود الخالق، وكيف  يكون الله واحدًا وهو في كل مكان في الوقت نفسه ، كيف لنا أن نُدرِكَ بالعقل والمنطق مسألة البعث بعد الموت ؟، ما حاجة الإنسان للإيمان والعبادة، ماهو القدر؟، وهل الإنسان محكوم لقدره ؟، ما حقيقية الإعجاز القرآني وكيفيته؟ " وما أشبه ذلك من القضايا المُحَيِّرة للعقل وهو التأليف الأول والرئيسي من كليات رسائل النور.

 

المكتوبات

     إنّ هذا الكتاب يتناول ويشرح ماهية وحقيقة الحياة والموت، ويجيب عن سؤال كيف

يكون الموت نعمة وإحسانا بالنسبة للمؤمن؟ ، ويوضح سرّ النشاط المتجدد في الكون

وحركته، ويشرح معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم، ويوضح حكمة القدر الكامنة وراء

الأحداث المؤسفة التي جرت بين الصحابة، وأواصر الوحدة المتينة التي تربط المؤمنين

بعضهم ببعض ، و يقدِّم تفسيرات أخرى لقضايا الإصلاح الديني ، والقومية، والصوم، والطرق الصوفية، فضلاً عن قضايا أخرى تهم المجتمع، حيث يُعتبر  تأليفا واحداً من أهم مؤلفات كليات رسائل النور .

 

اللّمعات

      يتضمن هذا الكتاب مبادئ الحياة والإيمان الضرورية لنا جميعاً، ويتناول قضايا الشباب

والطلاب والمرضى وكبار السن والعلماء والنساء، كما يجيب عن سؤال "كيف لا يمكن

للطبيعة والأسباب أن تؤثر في الخلق، ويشير إلى سبل السعادة  التي بيَّنها  نبينا (صلى الله

 عليه وسلم) في حياته الشخصية ومن خلال عيشه الطمأنينة والسلام والركائز التي تُعزِّزُ أُخوَّة الإيمان، ويوضخ أسباب المصائب والحكمة الكامنة وراءها، وحكمة خلق الشيطان، ويقوم  بالتحليل النفسي للذنوب والآثام ويبين طرق الخلاص منها.

الشُعاعات

إنّ هذا الكتاب تأليف مهمّ  يتضمن مواضيع مختلفة كمشاهدات سائح يستفسر خالقه عن

الكون و يبرز أدلة التوحيد باستنطاق كلّ المخلوقات بألسنتها المتنوعة ويشرح حكمة وغاية

إرسال الإنسان إلى هذا العالم ، ويتناول علامات الساعة المذكورة في الأحاديث الشريفة

ويشرح ماهية الأشخاص المخربين الذين يأتون في آخر الزمان كالدجال والسفيان.

عصا موسى

      بالإضافة إلى مسألة إثبات وجود الله ووحدانيته بلغة علمية، نجد أنّ هذا  الكتاب

يلقف أفكار الكفر ويدحضها ويُبدِّد فكرة إنكار الله بأدلة إيمانية مستوحاة من القرآن ،

كما لقفت عصا سيدنا موسى عليه السلام سحر السحرة وأبطلته، و يتناول الكتاب العلاقات

الكائنة بين العبادة والشباب ، والبعث بعد الموت ، ومسائل الإيمان باليوم الآخر والسعادة الدنيوية.

 

المقارنة بين الإيمان والكفر

       يقارن هذا الكتاب نتائج الإيمان بالله سبحانه وتعالى ونتائج الكفر  بأمثلةٍ مأخوذة من حياة الإنسان، و يُبَيِّنُ  ويُثبت أنّ طريق الإيمان بالله جلَّ وعلا يؤدي إلى السعادة في الدارين (الدنيا والآخرة)، أمّا طريق الكفر والعصيان فإنه يؤدي إلى المتاعب والنَّصب في كلا الدارين. في حين يُذيق الإيمان صاحبه حياة جنّة معنوية  في هذه الدنيا ، نجد أنّ الكفر بالعكس يذيق صاحبه عذاب جهنّم معنوية في هذه الدنيا.

 

ـسيرة ذاتية لبديع الزمان سعيد النورسي

      هو تأليف قيِّمٌ ومُهمٌ للغاية، تم تجميعه من رسائل الأستاذ  ودفاعاته في المحاكم                ومن الرسائل التي صححها بنفسه. ويَعرِض بأسلوبٍ بسيطٍ خدمته وجهاده وكفاحه وتضحياته، مُتناولاً حياته منذ ولادته حتى وفاته.

 

 

المثنوي النوري

       يُعَدُّ هذا الكتاب  نواة وجوهر ة رسائل النور ومن أوائل مؤلفات بديع الزمان.

ويتضمن تفسيرات حقائق الإيمان وفهرساً لكليات رسائل النور إضافةً إلى الطرق التي تُعَرِّفُ

الإنسان بربه والمبادئ التي يتبعها في جهاده مع النفس.

 

إشارات الإعجاز

    تفسير استثنائيٌّ مميزٌ وأصيلٌ كُتِبَ في جبهات القتال أيام الحرب العالمية الأولى. يطرح

تفسيراتٍ جديدة للقرآن وللمعاني والحقائق الدقيقة التي توصلت إليها العلوم، تلك الحقائق

التي يحتاجها أهل عصرنا. إذ يُبَيِّنُ هذا العمل إعجاز القرآن في كل جوانبه ونواحيه ويكشف

عن الروابط الدقيقة بين الآيات والكلمات والحروف.

 

ملحق بارلا

    يتضمن هذا الكتاب رسائل طلاب النور الأوائل الذين عبَّروا فيها عن مشاعرهم

الصادقة وعمَّا تلقوه من الفوائد الروحية والقلبية التي اكتنفتهم، وإجابات وردود بديع الزمان على استفسارات طلابه خلال فترة وجوده في (بارلا ) وبداية نشره لرسائل النور، والتي يُحدِّدُ من خلالها منهج وطريقة خدمة القرآن والإيمان.

 

ملحق كاستامونو

     يتناول هذا الكتاب خدمة وترسيخ الإيمان كما قام بها مؤلف رسائل النور مع طلابه

في مدينة ( كاستامونو ) ، وماهية رسائل النور وعلاقتها بالتفسير. ويتضمن هذا الكتاب  رسائل متبادلة ذات مواضيع متعددة مثل: سمات وخصائص طلاب النور وأسلوب خدمتهم

وطريقتهم في محاربة أعداء الدين وبالنظر إلى الوقت الذي كُتب فيه هو ملخصٌ ودرسٌ

اجتماعيٌّ في خدمة الإيمان والقرآن في عصره .

 

 

 

 

ملحق إميرداغ

     هذه هي الرسائل التي كتبها بديع الزمان سعيد النورسي أثناء إقامته في (إميرداغ ) لطلاب

النور الجامعيين في اسطنبول والأناضول في أماكن انتشارهم مثل ( إسبارطة ،كاستامونو، أنقرة) وأحياناً كان يكتب ردوداً على أسئلتهم واستفساراتهم. وتكشف هذه الرسائل عن جوانب خدمة الإيمان والقرآن لا سيَّما الجانب الاجتماعي والسياسي.

 

خاتمُ التصديق الغيبي

      يكشف هذا الكتاب مكانة وأهمية كليات رسائل النور في عالم المعنى. ويُقدِّمُ

تفسيراً لثلاثٍ وثلاثينَ آيةً من آيات القرآن الكريم . كما يلمح إلى الإشارات الغيبية الملهمة لسيدنا علي رضي الله عنه وللشيخ عبدالقادر الجيلاني تخص رسائل النور، كماُيتضمن أمثلةً عن النعم والكرامات الإلهية المُتَحصَّلة في ميدان خدمة القرآن.

 

المُحاكمات

      كتاب فريد من نوعه، كلُّ جملةٍ فيه تحمل قاعدةً عميقةً. حيث يقوم ببناء الروابط والصلات بين الإنسان والكون والأدب والبلاغة على محور الإيمان والتوحيد. كما يُقدِّمُ المعايير الأساسية للتحدث والكتابة الملائمة والمؤثرة والبليغة، فضلاً عن معايير التفكير المنطقي والسليم.

 

 

 

 

 

 

 

الكلمة الثالثة والعشرون

لهذه الكلمة مبحثان

 

بســـــــــــــــم الله الرحمـــن الرحـــــــــــــــيم

لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم . ثم رددناه أسفل سافلين. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات...     (سورة التين :4 – 6)

المبحث الأول

نبين خمسة محاسن فقط من آلاف محاسن الإيمان ضمن خمس نقاط

النقطة الأولى :

  بنور الإيمان يترقى الإنسان إلى أعلى عليين وينال قيمة تجعله لائقا بالجنّة . وبظلمة الكفر يسقط إلى أسفل سافلين حيث يقع في دركة تُدخله جهنّم . لأنّ الإيمان  ينسب الإنسان إلى ربّه ذي الجلال ، الإيمان انتساب للرب ويكسب الإنسان  قيمة حسب ظهور الصنعة الإلهية والنقوش الربانية في كيانه .                                                      

          أمّا الكفر فيقطع تلك النسبة . وبسبب ذلك القطع تختفي الصنعة الربانية في كيانه ، وتنحصر قيمته في كيانه المادّي. أمّا المادة لا تساوي شيئا لأنها فانية وزائلة وهي في مرتبة حياة الحيوان ( في حالة كون حياة الإنسان خالية من الإيمان.)

   سنوضح هذا السرّ بالمثال الآتي:  إنّ قيمة المادة تختلف عن قيمة الصنعة في الآثارالفنية التي يصنعها الإنسان . فتكون القيمتان متساويتين أحيانا ، وتكون قيمة المادة أغلى أو أرخص من قيمة الصنعة أحيانا.  يوجد هناك تحفة فنيّة مصنعة من قطعة حديد قيمتها خمس ليرات وقيمة مادتها تساوي خمسة قروش.  ويمكن أن تكون هناك تحفة أثرية تقدر قيمتها بمليون ليرة ومادتها لا تساوي خمسة قروش. وإذا أخذت هذه التحفة إلى سوق الآثار القديمة وعُرضت للبيع هناك بالنسبة لصانعها الماهر، فربما تُباع بمليون ليرة . أمّا إذا عُرضت للبيع في سوق الحدادين ربما تباع بقيمة قطعة حديد تساوي خمسة قروش.

 هكذا الإنسان هو كتحفة أثرية (حيّة ) صانعها الخالق سبحانه ومعجزة لطيفة لقدرته ، خلقه ليكون مظهرا لتجليات أسمائه ومحورا لنقوشها وليكون بصورة مثال مصغّر ونموذج للكون كله . فإذا دخل واستقرّ نور الإيمان في كيانه فستُقرأ النقوش ذات المعاني عليه بذلك النور ويقرؤها الإنسان المؤمن بشعور أو بالإنتساب ( إلى خالقه). وتظهرالصنعة الربانية فوق الإنسان بمعان كأنّه يقول " أنا مصنوع للصانع ذي الجلال ومظهر لرحمته وكرمه ." يُظهرالإيمان (الذي هوعبارة عن الانتساب للخالق) كافة آثار الصنعة على الإنسان. فتُقدر قيمته حسب تلك الصنعة الربانية وحسب معاني تلك المِرآة الصمدانية . فهذا الإنسان الذي لا أهمية له ( بدون إيمان)  يصبح بفضل ترقيه إلى تلك المرتبة مخاطَبا إلهيا فوق جميع المخلوقات وضيفا ربّانيا لائقا بالجنّة. 

   إذا دخل الكفر (الذي هو عبارة عن قطع الإرتباط بالخالق ) إلى كيان الانسان واستقرّ فيه ، فإنّ جميع  تلك النقوش للأسماء الإلهية ذات المعاني تختفي بالظلام ولا تُقرأ . لأنّ الصانع إذا نُسي فلا يمكن فهم الأوجه المعنوية الدالة إليه ، كأنها تنقلب رأسا على عقب . تختفي معظم تلك الآثار المصنعة العالية ذات المعاني والنقوش العالية في تلك الحالة . أمّا الباقية والمرئية منها فتُنسب إلى الأسباب السفلية والطبيعة والتصادف ( من قبل الكافر ) وبذلك تسقط وتفقد معانيها في نظره . بينما كانت كل واحدة من تلك الآثار كالماس اللامع ، تصير كالزّجاج الأسود المظلم ، وتقتصر أهميتها على الحياة الحيوانية فقط . أمّا غاية المادّة  وثمرتها – كما ذكرنا سابقا – أن يعيش الإنسان حياة جزئية ضمن عمر قصير وهو أعجز الحيوانات وأكثرها حاجة وأزيدها غمّا ، ثم يتفسخ جسسده (بعد الموت.) هكذا يخرب الكفر ماهية الإنسان ويحوّل قيمتها من درجة الماس إلى دركة الفحم .

النقطة الثالثة :

كما أنّ الإيمان نور فهوقوة أيضا . نعم ، فالإنسان الذي يمتلك إيمانا قويا يمكنه أن يتحدى الكون ويتخلص من ضيق الحوادث ( الأليمة ) حسب قوة إيمانه. ويقول " توكلت على الله " ويسير في سفينة الحياة  بكمال الأمن بين أمواج حوادث الدهر كالجبال ويؤمّن قدرة القادر المطلق على كل أعباءه ويفارق الدنيا براحة واطمئنان ويستريح في عالم البرزخ ثم يرقى طائرا ليدخل الجنة ( بعد الحشر والحساب ) لينال السعادة الأبدية . أمّا في حالة عدم توكله على الله ، فإنّ أعباءه الدنيوية لا ترفعه إلى أعلى عليين ، بل تهوي به إلى أسفل سافلين.

  إذن الإيمان يقتضي التوحيد ، والتوحيد يستوجب التسليم ، والتسليم يقتضي التوكل على الله ، والتوكل يؤدي إلى سعادة الدارين . الرجاء التجنب عن سوء الفهم في هذا الموضوع . إنّ التوكل لا يعني رفض الأسباب تماما وردّ التشبث بها. بل اعتبار الأسباب ستارا ليد القدرة الإلهية والعمل بمقتضاها . أمّا التشبث بالأسباب يجب أن ندرك أنّه نوع من الدعاء الفعلي . وطلب المسببات ( الثمار الحاصلة نتيجة الأسباب ) هي من الله لا غيره فقط  ، ومعرفة النتائج الحاصلة منها عبارة عن عطيته والإمتنان له بسببها.

مثل المتوكل على الله وغير المتوكل كمثل رجلين حملا أعباءهما الثقيلة على رأسيهما وظهريهما إشتريا تذكرتين وركبا سفينة ضخمة . أمّا أحدهما فألقى عبئه على السفينة بعد دخوله إليها وجلس على حمله  وهو يحافظ عليه . أمّا الآخر فلا يَدَع حمله على الأرض بسبب حماقته وغروره . قيل له " دع حملك الثقيل على الأرض واسترح ."  قال : " لا أدعه ، ربما يضيع . إني رجل قوي سأحفظ مالي وأنا حامله على رأسي وظهري ."

قيل له مرة أخرى : " إنّ هذه السفينة السلطانية التي تحملنا جميعا أقوى وأجدر بمحافظة أموالنا منّا . وفي حالة استمرارك بحمل الحمل على ظهرك ، ربما تنفد قوتك ويدوخ رأسك الأبله ولايطيق جسمك تحمّل العبء وتسقط به في البحر . وإذا رآك القبطان في هذه الحالة إمّا يطردك ظنّا بأنك مجنون وإمّا يتوهم أنّك خائن يتّهم طاقم السفينة (بالسرقة ) أو مستهزئ به ويأمر بحبسك . وتصير موضع سخرية في نظر الناس ويضحكون عليك لأنّ تكبّرك يشير إلى الضعف وغرورك يشير إلى العجز وتزلفك يشير إلى  الرياء والذلة في نظرأهل الدّقة. وبعد هذا الإنذار رجع الرجل إلى رشده وصوابه ووضع حمله على أرض السفينة وجلس عليه  وقال لصاحبه " أوه ، جزاك الله خيرا تخلّصت من التعب والسجن و السخافة."

أيها الإنسان عديم التوكل !

ارجع إلى رشدك وصوابك وتوكل على الله كهذا الرجل المذكور حتى تتخلص من الحاجة والتسول من الكائنات وتنجو من الارتعاد أمام كل حادثة مرعبة  وتنجو من التفاخر ومدح النفس لدى الآخرين والسخرية والشقاء الأخروي ومن سجن التضييقات الدنيوية .

النقطة الرابعة :

   إنّ الإيمان يجعل الإنسان إنسانا حقا ، بل يجعله سلطانا . إذن وظيفته الأصلية ( في هذه الدنيا ) الإيمان بالله والدعاء بينما يجعله الكفر حيوانا وحشيا ومفترسا في غاية العجز . فالدليل الواضح والبرهان القطعي بين آلاف الدلائل والبراهين لهذه المسألة الفروق بين ولادة الإنسان والحيوان . نعم ، توضح هذه الفروق أنّ الإنسانية لا تتحقق الّا بالإيمان. لأنّ الحيوان حين يولد ويأتي إلى الدنيا يُبعث بشكل مكمّل من حيث الاستعداد الفطري والملكات الفطرية  كأنّه مدرب في عالم آخرقبل ولادته. فيتعلم كافة شروط حياته ومناسباته مع الكائنات الأخرى وقوانين حياته إمّا خلال ساعتين أو شهرين أو سنتين من ولادته ويصبح صاحب ملكة حياتية. فيتعلم ويكسب العصفور أو النحلة القدرة الحياتية والعمل بملكاته خلال عشرين يوما بإلهام ربّاني ، بينما الإنسان يتعلمها ويكسبها ( بعد تدريبات شاقّة ) في مدّة طولها عشرون سنة .

    يثبت هذا الفرق أنّ الحيوان وظيفته الأصلية ليست التكامل بتعلم العلم والترقي بكسب المعرفة وطلب العون من الله بإظهارالعجز والدعاء له .  وإنّما وظيفته العمل بموجب ملكاته الفطرية وأداؤه العبودية الفعلية . ( فمثلا إنّ إنتاج النحل العسل يُعد عبودية فعلية .)

أمّا الإنسان حينما يّلد ويأتي إلى الدنيا يحتاج إلى تعلّم كل شيء ويجهل قوانين الحياة حتى لا يمكنه تعلّم شروط الحياة  تماما إلا بعد عشرين سنة . بل يحتاج إلى تعلّمها حتى آخر حياته ، يُولد ويُبعث إلى الدنيا في غاية العجز والضعف ولايكسب قدرة المشي إلاّ بعد سنتين ولا يستطيع تمييز النفع من الضرّ إلاّ بعد خمس عشرة سنة . ولا يستطيع جلب النفع إليه ودفع المضرات عنه إلّا بالتعاون ضمن الحياة الإجتماعية البشرية.

   وهذا يشير إلى أنّ الوظيفة الفطرية للإنسان هي التكامل بواسطة تعلّم العلم والدعاء لله  والقيام بالعبودية له.  أي أنْ يجيب الإنسان عن الأسئلة الآتية " برحمة مَن أّدارى بمثل هذه الرعاية الحكيمة ؟  وبكرم مَن أُربى بهذه الشفقة ؟ من هو اللطيف المنعم الذي يطعمني ويربّيني برقّةٍ ؟" ويدعو الله القاضي الحاجات بلسان العجز والفقر ويطلب منه تلبية حاجاته التي لايستطيع قضاءها بسعيه الذاتي حيث يستطيع قضاء حاجة واحدة فقط من بين ألف حاجة . وبذلك يطير بجناحي العجز والفقر ليرقى إلى المقام العالي للعبودية.

 ويتضح من هذا أنّ الإنسان خُلق وبعث إلى هذه الدنيا للتكامل بواسطة تعلّم العلم والالتجاء إلي الله بالدعاء. كل شيء متعلق بالعلم من حيث الماهية والاستعداد ( أي يمكن تطوير ملكات وحواس الإنسان بواسطة العلم والمعرفة.) إنّ أساس ومعدن ونور وروح كلّ علم من العلوم الحقيقية هو المعرفة بالله . وأنّ أهم أساس المعرفة هو الإيمان بالله.

إنّ الوظيفة الفطرية والأصلية للإنسان بعد الإيمان هي الدعاء. رغم عجزه الذي لا نهاية له فهو معرض لبلايا لاحدود لها  ومبتلى بهجوم أعداء لا تُعد ولا تحصى ومع فقره المطلق فهو بحاجة إلى تلبية حاجاته العديدة ومطالبه غير المحدودة . أمّا الدعاء فهو أساس العبودية.  

كيف أنّ طفلا يبكى أو يطلب بلسانه للحصول على طلبه الذي لا يستطيع نيله بقدرته . أي يدعو بلسان عجزه فعلا أو قولا ثم ينجح في الوصول إلى مقصده . كذلك الإنسان كالطفل اللطيف الأغيد والمدلل بين  ذوي الحياة مثله . يجب أن يدعو ربّه الرحمن الرحيم  إمّا بلسان ضعفه وعجزه وإمّا بلسان فقره واحتياجه لينال مقصده أو يتيسر له أداء شكر تسخير طلباته له . وإلّا فيصير بمثابة طفل أحمق متكاسل رغم أنّه يضطرب من عض ذبابة ثم يقول " أنا أُسخّر حوائجي وطلباتي العجيبة لنفسي بقدرتي الذاتية (في الواقع لا يمكن تسخيرها له بنفسه ربما يستوجب هذا التسخير قدرة تفوق قدرته بألف درجة )  وأُرغم هذه الأشياء برأيي وتدبيري لطاعتهم إلي "  وبذلك يكون جاحدا نعمة ربّه . فهذا يكون مناقضا للفطرة الأصلية للإنسان وبهذا يضع الإنسان نفسه في موضع يستحق العذاب الأليم.

 

 

 

 

 

 

 

من كليات رسائل النور

كتاب عصا موسى

المسألة السادسة

 

    إشارة وجيزةٌ لبرهانٍ واحد من آلاف البراهين الخاصة والكلية لِركن الايمان بالله والذي تم إثباتُه بالبراهين

والدلائل القاطعة في العديد من المواضيع في مجموعة رسائلِ النور.

    أقبلَ إليَّ بعضٌ من تلاميذِ الثانوية في ولاية قسطموني التركيةِ سائلين:

    "إنّ أساتذتنا ومُعلمينا في المدرسة لايحدثِوننا عن الله  ولايذكرون شيئا عنه ولايكترثون بتوجيهنا إليه فإنا

نطلب منك أن تُعرِّفَنا على الله".

  فقلت جواباً: إن كل فنٍ وعلمٍ من الفنون والعلوم التي تدرِسُونها في المدرسةِ  يعرّفُ باللهِ وبشكلٍ اعتياديٍ ويقوم بتوجيهِ الأشياء إليه بواسطة ألسنتها المخصوصة, فعليكم بالاستماعِ والإنصاتِ لها لا للمُعلمِين ولا للأساتِذَة. فمثلا كما هو حال كافة العقاقير الطّبيةِ ومختلف الأدويةِ الموضوعة في صيدليةٍ متكاملةٍ باحتوائها على زجاجات متنوعةٍ لكل دواءٍ مختلفةٍ بتركيبتها الحياتيةِ المُتَّزِنَةِ اتِّزانًا متكاملاً والتي تم إنتقائُها بغاية العناية الفائقة الحساسة’ . فإنها وبدون شكٍ ولاجدلٍ تدلُ وتشيرُ إلى كيميائيٌ وصيدليٍّ  حكيمٍ وماهرٍ في برطماناتِ صيدليةِ الكرة الأرضية, ومن هذه الجهة فإنه هو أكبرُ وأكملُ من الصيدلية الموجودة في  هذا السوق,  فإذاً إنَّ صيدليةِ الكرةِ الأرضيةِ الكُبرى هذه تُظّهرُ وتَدلُ بمقياس علم الطبِ الذي تدرسونه وتعرّفُ العيونَ التي لاتبصرُ على الصيدليِّ الحكيمِ ذي الجلالِ والإكرام.

    أيضا مثل المصنعِ الكبير الخارقِ الذي ينسجُ العديد من مختلفِ الأقمشةِ بأنواعها من مادة بسيطةٍ, فإنهُ

 وبدون شكٍ يدلُ ويعرِّفُ ويشيرُ على وجود صانع ٍ ماهرٍ وميكانيكي ٍ حاذق, فكذلك مثلُ الكرة ِ الأرضيةِ كمثل

 الجهاز ذي المائة الف من مختلف الرؤوسِ ولكل رأسٍ منها مائةُ ألف من المصانع ِ المتكاملةِ التي يديرها

هذا العاملُ الميكانيكيُ الربانِّيُ المتجولُ, فقياساً بالعلم الميكانيكيِ الذي تدرسونهُ وبقدر عظمةِ خلقةِ الإنسانِ

وكمالهِ من هذا المصنع  ومن هذا الجهاز ورؤسه المتعددة , فهو مقياسُ الدلالة والإشارةِ والتعريفِ

بالصانع ِ الماهرِ والصاحبِ الأصلي ِ لهذه الكرة الأرضية.

    وأيضاً هو مثالُ الدُكانِ والمستودع ِ الخاصِ بالأمورِ الحياتيةِ الإعاشيةِ والذي تم تجهيزه بألفٍ

من مختلف الاشياءِ وقد تمت تعبئتهِ بغايةِ العنايةِ والكمالِ من جميعِ الأصنافِ فإنهُ وبدون شكٍ وبشكلٍ غير

اعتياديٍ يَدلُ ويُخبرُ بصاحبِ ومالكِ ومتصرٍّفِ والمُوظفِ المختصِ بالأرزاقِ المعيشيةِ هذه, كذلك بعظمة وكبرِ

هذا المستودع الرباني وهذه السفينة السبحانية المدعوةِ بالكرةِ الأرضيةِ هي اعظم وأكبر من المصنع المذكور

 فهي تطوفُ وتسيرُ على مر المواسمِ وتملأ الربيع بحملوتها الكبيرة والعظيمة من مختلف الأطعمة والمعلباتِ

المتخلفة لتأتي موصلةً  بها لآلاف المحتاجينَ المساكين الفقراء من ذوي الحياة البائسين في فصل الشتاء بعد

 نفاد أرزاقهم,  فبقدر كبرِ وكمالِ هذه السفينة من الدكان والمستودع فبمقياس فن وعلم الإعاشة والتغذيةِ الذي

تدرسونه فإنها تدلُ وتشيرُ بشكلٍ قطعي ٍ وحتمي ٍ لصاحبِ ومتصرفِ مستودع  مخزنِ الكرة الارضيِةِ ويحبب

الجميعَ بمدبرها تعالى شأنهُ.

    وكذلك أيضاً هو مثل قائد ماهرمعجزٍ لجيشٍ يتألفُ من أربعمائة ألفٍ من مختلفِ الأمم وكلُ أمةٍ منه تستخدم نوعاً معيناً من اللباسِ والأسلحةِ والأطعمةِ وتتلقى تعليماً مختلفاً عن الآخرِ وإنَّ تسريحهُ و إِخراجُه من الخدمةِ

العسكرية مختلفاً عن الآخر. فإنه بنفسه قادرٌ على مد يد العونِ لمختلفِ الطوائف والأمم من جيشه هذا وإمدادها

 بمختلف العتاد واللباس ومن الطعام أيضاً على اختلاف ألسنتهم وطوائفهم وأعراقهم ولكل منهم جهازٌ يختلف

عن الآخر فلا ينسى ولايبخلُ على أحدٍ مما قد ذُكر, فهذا يدلُ وبشكل قطعيٌ على هذا القائد العجيبِ ويشيرُ

ويدعو لتقديره على أشد  اوجهِ التقدير والتعظيم.

    وكذلك هذا المثال بعينه هو معسكرُ الكرة الأرضية الذي يُمّدُ ويُعطى كل مايحتاجه ولمختلف أنواع الأمم

والطوائفِ ذات الاربعمائة ألف نوع ٍ من النباتاتِ والحيواناتِ التي جُهزت وأُعدت من السلاح والعتاد كجيشٍ

ربانيٍ سبحانيٍ جديدٍ وفي كل فصل ربيعٍ  في معسكر سطح هذه الكرة الارضية من قبل قائدٍ أعظمٍ واحدٍ أحد,

فبكبرِ وعظمةِ هذا المثال من مثال المعسكر والجيش الإنساني المذكور أعلاه وبمقياس ما ستقرؤونه وتدرسونه

من علمِ الفنون العسكرية فإنه وبدون شك وبشكل  يدعو للحيرة والتقديس ِ يُري مَن له فؤادٌ وأعينٌ يبصر بها

ويدلُ بدقةٍ ورجحانيةٍ على حاكم ومدير ومدبّرِ هذه الأرض وربها القائد الأقدس ويحبب به بالتسبيح ثم التحميد ِ

والتقديسِ والتعظيم .

   وأيضاً  مثالُ مصنعِ الكهرباء والملايين من  المصابيحِ الكهربائيةِ التي  هي على حركةٍ دائمةٍ في

كل حدبٍ وصوب في مدينةٍ عجيبةٍ خارقة ومادتها الاشتعاليةِ توقِدُها بدون توقفٍ ولا إنقطاعٍ ولا نفاد,  فإنه يُشيرُ بشكلٍ محيرٍللعقولِ بصيغةِ التبريكِ  والتحميدِ وبتقريبه للنفوس إلى صانعٍ ماهر ويدلُ أيضاً وبشكلٍ غير اعتياديٍ على الفنيّ الكهْربائيِّ ذي القوةِ المتينة  والذي يقومُ ببناء هذا المصنعِ ويتبنى إدارتهُ وتدبيره وتتبع هذه

المصابيح النيرةِ المتحركةِ وتيارها الكهربائيِ وبإمدادهِ وجلبهِ لمادتها الاشتعاليةِ الخاصةِ بها. فكذلك هو مثال

 النجوم التي هي كالمصابيح في  سطحِ قصرِ الدنيا وفي مدينة هذا العالم فإن أخذَ بمقياس علم  الفلك الذي

ليصفها ويعرّفها بأنها أكبر وأعظم بألف مرةٍ من الكرة  الأرضية ِ وأنها تسيرُ في الفضاء بسرعةٍ فائقةٍ  إذ

 يبلغُ  مقدار سرعتها أكبرُ بسبعينَ مرةٍ من سرعةِ القذيفة المطلقة في الهواء فهي لاتتصادم بسيرها ولاتخطئ

في إنتظام حركتها ولاتتضاربُ مع بعضها بعضا ولاتنطفئُ ولا تنفد مادتها الاشتعالية. بهذا المقياس فإن

شمسنا التي هي بمثابة مصباح ومدفأةٍ  في مجلس الضيافة الرحماني الأرضي والتي هي أكبرمن الكرة الأرضية بمليون مرةٍ  وإن زمن وعمر حياتِها هو أقدمُ وأكبر من عُمرِ وزمنِ الكرة الأرضية , فهي تحتاجُ

يومياً لوقود مقداره كمقدار المياه الموجودة في بحار الكرةِ الأرضية وإلى فحم  مقداره  كمقدار مجموع الجبال الموجودة فيها وإلى كميات أكوام حطب بمقدار الف كرة ارضية لدوام اشتعالها .

     فبمقياس علمِ الكهرباء الذي تدرسونه أو ستدرسونه, فإن موقِدُ ومُمِدُ هذه الشمسَ وأمثالها الكثيرَ من النجوم

وبدون حاجة لنفطِ أو حطب أو  فحم فهو يمدها بدون إنقطاعٍ أو إنطفاء, وهو الذي يُسيّرُها

وباقي النجوم في الفضاء بسرعةٍ فائقةٍ فتسبحُ من غيراصطدامٍ أو تضاربٍ بل في غايةِ الانتظام, وبالاستناد

لكِبرِ وعظمةِ  المثال المذكور فإنه يدلُ ويشيرُ بأصابع النور والمصابيح الكهربائيةِ الدالة على

الكائناتِ في قصر الدنيا في هذه المدينةِ العجيبةِ  الرائعةِ الفائقة الجمال بالشهادة على  عظمة وعهد وحُكمِ العظيم

الخالق ذي القدرةِ غير المحدودة مُحشر ومتفرّدِ هذه الكائناتِ العظيمة ومنورهِا ومدبرهِا وصانعها الأقدس ويحبب به بالتسبيح والتقديسِ بشكل يُذِهِبُ به العقول.

    وكذا لو وجد كتاب كمثالٍ وقد كُتب في أحد أسطره فقط كتابً كامل برقة  وقد كتب في كل كلمة منه سورةٌ قرآنيةً بالقلم الرقيق الذي هو مفيدٌ للغاية وجميع مسائلهِ تؤيدُ بعضها بعضا ويظهرُ ويعرِّفُ كاتبهُ ومؤلفهِ ذومهارةٍ واقتدارٍ غير محدود فإنَّ مجموع الكتبِ المؤلفة كذلك الكتابِ الفريد العجيبِ تُعلنُ عن كاتبها ومُصنَّفَها بكمالاته وآثارهِ وتعرِّفُ به كالنهار بدون شكٍ ولا شبهةٍ وتقدِّرهُ بجملةِ ماشاء الله تبارك الله, فكذلك المثال بعينه فإن كتاب الكائناتِ الكبيرِ هذا الذي نشاهدهُ بأبصارِنا وأن القلمَ الذي يعمل به هو قلمٌ يكتبُ على وجهِ الأرضِ التي هي صحيفةٌ واحدةٌ منه وفي الربيع الذي هو كراسةً واحدةً لهُ ثلاث مائة طائفةٍ نباتيةٍ وحيوانيةٍ هي في حكم ثلاثمائة ألفٍ من  الكتبِ المختلفةِ التي يكتبها مجتمعةً ومتداخلةً بدون غلطٍ يذكرُ أو خطأٍ يُلحظ وهي متكاملةً ومنتظمةً دون أن يخلطَ أو يخطئ بكتابتِها, حتى أنهُ  أحياناً يقوم بكتابةِ قصيدةٍ في كلمةٍ واحدةٍ كالشجرةِ وفي نقطةٍ واحدةٍ منها بتمامها وكمالَها فهرسُ كتابٍ كاملٍ كالنواة.

   فانظر لهذه المجموعةِ من الكائنات المفيدةِ غيرَ المتناهيةٍ البته, وقرآن العالمِ هذا القرآنُ الأكبر المجسمِ الذي توجد في كل كلمةٍ منه حكمٌ كثيرةٍ وأعظم وأكملُ وأفضلُ من هذا الكتابِ المذكور أعلاهُ, فبهذا فإنهُ يعرِّفُ بِمبدع نقش كتابِ الكائناتِ هذه الكائناتِ وكاتبهِ بكمالاتهِ اللامتناهيةِ ويعلنهُ بجملةِ الله أكبر ويعرِّفهُ بالتقديسِ بقوله سبحان الله ويحبِب به بالثناء بقوله الحمدلله, كتلك الدرجةِ بالمقاييس الواسعةِ والأبصار النيرةِ باستخدامِ مقياس وفنِ حكمةِ الأشياء الذي قرأتم والذي قد قمتم بدراسته, ومن أبصارِ وعيون فن القراءة والكتابةِ التي قد باشرتم في دراستها بالفعل في المدرسة فقياساً على هذه الفنونِ فإن كلَ فنٍ وعلمٍ من مئاتِ الفنونِ والعلومِ  يدلُ على خالقِ هذه الكائناتِ ذي الجلالِ بالتعريف بأسمائه الحُسنى ويعرِّفُ بصفاته وكمالاتهِ بمقياسه الواسعِ ومِرآتِه الخاصةِ  وببصرهِ وبنظره . إن العِبرةَ من تلك الحُجةِ  المذكورةِ , أن القرآن الكريمَ بمعجزاته البيّنةِ وبشكل

متكررٍ  وعلى وجه الخصوص بالتكرار يشيرُ بدلالة  آياته *رب السمواتِ والأرضِ, *خالق السموات

والأرض على ذاك الدليلُ الساطعُ المُدهِش الدالُ على الوحدةِ الإلهيةِ. فإنهُ يذكرنا ويُعرِّفَنَا ويُوجِّهُنا لخالِقِنا.

    فهذا ماقلته جواباً مخاطباً هؤلاء ِ الصبية من تلاميذ ثانويةِ قاسطاموني التركية, وبذلك هم أيضاً قد تَلقَوا ما قد قُلتُه لهم بكاملِ القبولِ والتصديقِ قائلين: جزاك الله خيراً الحمدلله حمداً كثيراً غير متناه ٍ فقد أخذنا درساً قدسياً كاملاً وهو عينِ الحقيقة, فقد قلت لهم : بينما كان الإنسانُ ماكينةً أو جهازاً ذي حياة مُتألمٍ بِالآلاف العديدةِ من الآلامِ ومُتلذذٌ  بالآلافِ العديدةِ من اللذائذِ المتنوعة ومخلوقاً بائساً فقيراً شديد العجزِ والضعفِ اللامتناهي وله أعداءٌ ماديون ومعنويون غير متناهي العدد وبحاجاتهِ الباطنيةِ والظاهرية اللامتناهية أيضاً يتذوق الصفعاتِ من الزوالِ والانقراض الدائم, وبشكلٍ مفاجئٍ إن انتسبَ بالعبوديةِ والإيمان لسطانٍ ذي جلالٍ وإكرام فإنه يصبحُ له نقطة أساسيةً وركيزةً له ليقابل بها أعدائهُ اللامتناهيةِ ونقطةَ استمدادٍ لحاجاتهِ اللامتناهية أيضاً فيتباهى ويتفاخر هو بانتسابَهُ بالإيمان للسلطانِ القديرِ الرحيم, كما يتباهى الجميعُ بشرفِ ونسبِ ومقامِ سيدهم. فإن انتسب منخرطاً

بالعبودية  في خدمته وقد قام بِتَحويل إعلانِ إعدام أجلهِ لتذكرةِ التسريح من الخدمة في حقه فكم سيكون ممتناً

وسعيداً وشاكراً بافتخارهِ وتباهيه؟ فقيسوا عليه.

   وكما قلتُ لتلاميذِ الثانويةِ هؤلاء فإني أقول للمصابين بالكوارث المَسَاجِينُ أجمعين, إن من عرفه وأطاعه

ولو كان مقيداً مسجوناً في زنزانةٍ فهو السعيد, ومن نسيه وإن كان موجوداً في القصور مقيماً بها فهو في حكم

السجين في الزنزانة وهو شقي. حتى إنه في لحظةِ إعدام مظلومٍ سعيدٍ فقد قال للظالمين الأشقياء: إنيٍّ لاأُعدَمُ بل أذهبُ حاملاً تذكرتي بالتسريحِ متوجها إلى السعادةِ ، ولكن بسبب أنّي قد رأيتكم محكومين بالسجن المؤبدِ فإني أنتقمُ منكم أشد وأتم الانتقام، فيقول مردداً لا إله إلا الله ويسلمُ الروحَ بالسرور التام المطمئن.

 سُبْحَٰنَكَ لَا عِلْمَ لَنَآ إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَآ ۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ.  

 

 

 

مقتطفات من كليات رسائل النور

  1. قد تم كنابة كل عمل وكل معروف قمتم به ولاينقص منه شيء (المكتوبات )
  2. من يتوكل على الله فهو حسبه (المثتنوية النورية)

المرض مثل الصابون ينظف ويغسل أوساخ المعاصي (اللمعات

  1. من لم يصلح نفسه لايمكنه إصلاح الأخرين (الكلمات )
  2. كما أنك لستَ شاردا (في هذه الدنيا ) فإنّ الحوادث أيضا لا يمكن أن تجري مصادفة . (الشعاعات )
  3. يا للعجب فهل خلقت للدنيا فقط حتى تصرف وقتك كلّه لها ! (المقالات )
  4. ألأمور اللازمة كثيرة في حين أن رأس مال العمرقليل (الشعاعات )

8 . أنت لست حيا لا يموت ، ومتروكا غير مقيد. لك مهمّة في هذه الحياة . اترك الغرور وتفكّر في (أسماء وصفات )خالقك واعلم أنك ستدخل القبر وتهيأ له.   (اللمعات )

  1. الراضي بالضرر لا يُنظر له وهوغير مستحق الرحمة . (المقالات )
  2. إن الانسان قد أرسل لهذه الدنيا مسافرا كموظف . وقد تم تجهيزه بعواطف ومشاعرمهمّة وكثيرة ، وحسب هذه العواطف والمشاعر تم تكليفه بوظائف مهمّة . ولتحقيق هذه الغاية وسوقه إلى هذه الوظائف والقيام بها تم حثّه بالوعد وتحذيره بالوعيد بشدة . (المقالات )
  3. إن العالم الذي انتقل إليه أحباؤكم ليس مليئا بالظلام , بل هو عالم آخر هم انتقلوا إليه فقط . وستلتقون بهم هناك. (اللمعات )
  4. إن جسمك ليس من حجارة ولا من حديد وإنما مركّب من مواد قابلة للانفصال والتحلل. لذا اترك الغرور وادرك عجزك وتعرّف على مالكك واعلم وظيفتك ولماذا أتيت إلى هذه الدنيا؟ (اللمعات )

13- إنّ دائرة الحلال واسعة وكافية لتلبية الرغبات الجنسيّة بطريقة مشروعة . ولاحاجة أبدا للدخول في الحرام. (المقالات )

14 - إنّ العبادة هي أجرة (شكر على خلق الله) ونتيجة للخلق (الإشارات الإعجاز)

15 -اعملوا لما بعد القبر ، إنّ السعادة واللذة الحقيقية هناك. (المكتوبات)

16 - تم الحفاظ على ما قمتم من الأعمال الصالحة وسترون مكافأتها. (الشعاعات )

17 - أيها الانسان! إنّ ما قمت به من معروف وخدمات وعبادات لن يذهب سدى . فقد تم تحضيردار للمكافأة ومحل للسعادة لك . وستنتظرك جنّة باقية بدل دنياك الفانية هذه. (المكتوبات)

18 - بالطبع إنّ السعيد هو الذي  لاينسى آخرته ولا يضحي بها من أجل دنياه. (المكتوبات)

19 - لن تبقى الحسنة ولا السيئة دون جزاء. (المكتوبات)

20 -   (القرآن يقول للمؤمن:) إن كانت حياتك قليلة  فتذكّرالحياة الباقية. إن كان عمرك قصيرا فلك عمرً أبديٌ. لاتقلق. (المقالات)

21  - أثبت الزمان أنّ الجنة ليست رخيصة,  وأنّ جهنّم لابدّ منها. (المكتوبات)21.

22 – اللذة الحقيقية العارية عن الألم تتحقق بالإيمان وبالوصول إليه لا غير. (الشعاعات)  

23 – إن الشباب الذي تملكونه سيذهب حتما. إن لم تبقوا ضمن الدائرة المشروعة سيضيع منكم وسيسبب لكم بلاء وآلاما في الدنيا والقبر والآخرة أكثر من لذائذه الدنيوية. (المقالات)

24 - إن القرآن يقوم بتربية وتزكية نفوس الناس وتصفية قلوبهم. وينمي ويرقي ألأرواح ويُقوّم العقول وينورها ويضفي للحياة حياة(رائعة) ويبشرها  بالسعادة.  (المقالات )

إن الطبيعة هي عبارة عن نقشٍ ولا يمكن أن تكون هي النقّاش (اللمعات )25

26  مَن خلق عين البعوضة هو خالق الشمس أيضا. ( المكتوبات) 

27 كلما ازدادت شيخوخة الزمان يزداد شباب القرآن وتتوضّح رموزه (المكتوبات)

28  إن جهنم لم تُخلق عبثا : هناك العديد من الأمور الشريرة تصرخ  بأعلى صوتها " لِتعش جهنّم ." (المكتوبات)

29  إنّ (الله )  يُري الانسان المؤمن ويوضّح له بنور الإيمان أنّ الموت ليس عدماً ، بل هو تبديل مكان. وأنّ القبر ليس حفرة ضيّقة مظلمة ، بل هو بابٌ ومدخل على العوالم النيرة. وأن الدنيا بجميع ما فيها من المحاسن  المشعّشعةً تشبه الزنزانة بالنسبة للآخرة (المقالات )  .

30  إن كانت يدك مكسورةً فانظر للأيادي المقطوعة. وإن لم يكن لك عين واحدة فانظر للعُميانِ الذين ليس لهم عيون وأشكر اللهَ.  (اللمعات )

31   من ينظرُ إلى الكائنات بشكل جميل يفكّرُ بشكل جميل. ومن يفكّر بشكل جميلٍ يجد اللذة في حياته. (المكتوبات)

  1. 32 تنتهي الرُتَبَ الدنيوية وعلاقة الأصدقاء الديويين عند باب القبر فقط. (المكتوبات )

33 إنّ كل شيء لذيذ موجود في الدنيا ، له مرتبة ألذ في الجنّة  .  (المقالات)

34 لا تتحقق السعادة البشرية  في الدنيا إلاّ بالعدالة. أمّا العدالة فلا يمكن تحقيقها إلا بالطريقة التي نصّ عليها القرآن مباشرة (الخطبة الشامية)

35  من أنت ؟ من أين تأتي؟ وإلى أين تذهب ؟  (المقالات)  

36   نعم , إنّ الذين لا يؤمنون إلاّ بكل شيء مادي ،  فإنّ عقولهم بعيونهم .  والعين لايمكنُ أن ترى ما هو معنوي. (المحاكمات)

37  إن لم يكن الإنسان إنساناً ينقلب إلى حيوان كالشيطان.  (اللمعات)  

38  بسبب خفاء الأجل  فإن الموت محتمل في كل يوم .  (المكتوبات)    

39  إنّ كل شيء من القدر جميلٌ وخيّر . والشرَ الآتي فيه أيضاً  خيّر وإن بدا غير جميل.  (المكتوبات)

40  ما هذه الدنيا  إلاّ دارٌ للضيافة. (المكتوبات) 

41  إن منشأ الإسلام العلم وأساسهُ العقل. لذلك فإنّ قبول الحقائق  وردّ الأوهامِ والسَفْسَطَة هو من مقتضيات الإسلام. (الإشارات الإعجاز)

42   لو أنّ أحداً ما أخبرني أو أراني وجود عقربٍ على رقبتي أو على صدري فبدلا من أن أضجر به وأهجره ، يجبُ عليّ أرضى عليه وأرتاح إليه . (المكتوبات)

43 إنّ الظالم غالبا بتمتعه في الدنيا دون أن يحاسب ، والمظلوم بذلّه وعدم حصوله على حقّه يموتان ويغادران هذه الدنيا سواسية. هذا يدلُ على أنّ الجزاء يؤخر إلى محكمة كبرى ما بعدالموت. (المقالات)

44 الفلسفةَ ماهي إلا نظارةً سوداء تُري كلَ شيءٍ بشكلٍ قبيحٍ ومخيف.  أما الإيمان فهو نظارةٌ نورانيةٌ وشفافةٌ وبراقةُ تُري كلَ شيء بشكل جميل ومأنوس. (الشعاعات)

45 ما يتمتع الإنسان من لذائذَ وشهواتٍ ضمنَ الدائرةِ المشروعة نتيجة كسبه وسعيهِ الحلال, هو كافٍ له. ولا حاجة للدخول في الحرام.  (المقالات)

46 إن حفظَ القرآن ليس بصعب على ذاكرة طفلٍ صغير وبسيطٍ . بل يمكنه حفظهُ. (المقالات)

47  يجب  أن تكونَ  القوةَ خادمةً للحق . (المقالات) 

48  انّ السياسة المبنية عل المنفعة كالحيوان المفترس. ( المقالات)  

49   إذا أراد البشر الحياةَ ، فلا بدّ من القضاءِ على أنواعٍ الربا كافّة. (المقالات)

50  إن القرآن حكيمٌ. يعطي كلّ شيء مقامه حسب قيمته (المقالات) 

51  ستتفوق محاسن الحضارة بفضل قوة الإسلام مستقبلا ، و ستزيل القذارةَ عن وجه الأرض وستُحقق الصلح العام إن شاء الله. (الخطبة الشامية)

52  إن الغايةَ والحكمةَ من إرسال الإنسان إلى هذه الدنيا : التعّرفُ على خالقِ الكائناتِ والإيمانُ به وعبادته. (الشعاعات)

53 إﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺴﻨﺎﺕُ ﺷﺨﺺٍ ما ﺃﻛﺜﺮَ ﻣﻦ ﺳﻴﺌﺎﺗﻪ ﻛﻤﻴﺔً ﺃﻭ كيفية ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ ﻭﺍلاﺣﺘﺮﺍم.  (اللمعات)

54  لقد بُعث الإنسان إلى هذه الدنيا مع رأس مال عظيم ليتّجر به ويعمل لكسب سعادة  في الحياة الأبدية . ورأس المال هو العمر. (المعات)